Skip to main content

IMG_0216 (800x450)

تتوجه اليوم منظمة الشفافية الدولية بالدعوة إلى هيئات مكافحة الفساد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن تتعاون وتوثق أواصر العلاقات مع المجتمع المدني في سياق النضال الإقليمي ضد الفساد.

في المائدة المستديرة الإقليمية الثانية لمنظمات مكافحة الفساد، المنعقدة في تونس يوم 30 مايو/أيار، اجتمع ممثلون عن، وخبراء من، المجتمع المدني وهيئات مكافحة الفساد من شتى أنحاء المنطقة؛ من أجل مناقشة كيفية تعزيز سياسات مكافحة الفساد من خلال التواصل مع المجتمع المدني على اتساعه.

اتفقوا على أن هيئات مكافحة الفساد بحاجة لأن تكون مستقلة وأن تتمتع بموارد مناسبة، من أجل الوفاء بمطالب المواطنين الخاصة بإنهاء الفساد. إن القدرة على التحقيق في قضايا الفساد وملاحقة المتسببين في الفساد، يمكن أن تكون ضرورية ولازمة للهيئات التي ما زالت تعترضها عقبات تحول دون إيقافها للفساد.

ولقد ظهرت هيئات لمكافحة الفساد في سبع دول بالمنطقة على مدار السنوات القليلة الماضية، مع التخطيط لإنشاء هيئات مماثلة في كل من الجزائر وليبيا ومصر والكويت ولبنان وقطر. ينبغي على المُشرّعين وقادة الحكومات والمسؤولين العموميين أن يساعدوا في منح الاستقلالية لهيئات مكافحة الفساد التي ظهرت حديثاً، مع إمدادها بما تحتاج من موارد ودعم سياسي لتمكينها من مكافحة التعاملات والصفقات السرية والرشوة وإساءة استخدام السلطة.

وقال كريستوف فيلكه، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الشفافية الدولية: “لقد أظهرت بحوث الشفافية الدولية أن الشرطة والقضاء يعتبران من أكثر المؤسسات فساداً في جميع أنحاء العالم”. وتابع: “في هذا الشأن، بإمكان هيئات مكافحة الفساد المستقلة أن تدفع لصالح المحاسبة، إذا أتيحت لها سلطة التحقيق والملاحقة القضائية في حالات الفساد المزعوم”.

صاغ المشاركون عدة توصيات ينبغي على الحكومات تطبيقها، وعلى المجتمع المدني مراقبة تنفيذها. تشمل هذه التوصيات:

١. التعاون مع المجتمع المدني على مسار تطوير وتنفيذ استراتيجيات وخطط وطنية لمكافحة الفساد.

٢. ضمان استقلالية هيئات مكافحة الفساد وعدم تعرضها للتدخلات دون وجه حق.

٣. تشكيل وحدات متخصصة لملاحقة الجناة في قضايا الفساد، بما في ذلك داخل أروقة هيئات مكافحة الفساد إذا تطلب الأمر.

٤. تمرير قوانين إتاحة وصول إلى المعلومات وتنفيذها بشكل فعال، في شتى أنحاء المنطقة، لتمكين المواطنين من محاسبة أصحاب المناصب الرسمية

وأضاف كريستوف فيلكه: “قيّم صناع السياسات ومنظمات المجتمع المدني كيف يمكنهم التعاون من أجل دعم دور هيئات مكافحة الفساد”. وتابع: “في ظل إنشاء هذه الهيئات حديثاً، وبعضها ما زالت لم تُنشأ بعد، فالآن هي  اللحظة المناسبة للتعلم من التجربة العالمية، ومفادها أنه دون دور للمجتمع المدني في تشكيل وتنفيذ أنشطة مكافحة الفساد والدفاع عن استقلالية الهيئات؛ فسوف يكون نجاح هيئات مكافحة الفساد محدودا”

إن هيئات مكافحة الفساد الجديدة والقائمة – من خلال تعاونها مع المجتمع المدني وتعزيز أواصر علاقات العمل معه  يمكن أن تخطو من مرحلة الوعود السياسية تجاه تحويل مطالب الناس الواضحة إلى واقع؛ تلك المطالب الخاصة بإنهاء الفساد على كافة مستويات الحُكم والحكومات والشركات والأعمال.

###

الشفافية الدولية هي منظمة مجتمع مدني عالمية تقود حركة مكافحة الفساد