Skip to main content

بيان صادر عن الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

يحتفل أرباب الكلمة وأصحاب الصورة المعبرة الصحفيون ومعهم العالم أجمع باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولا شك أن الفاصل بين اليومين السابق والحالي هو عام مميز بالنسبة للصحفيين وخصوصاً الصحفيين العرب، ومنهم الصحفيون البحرينيون.

لقد مر عام من عمر الربيع العربي الذي أزهر ثورات وانتفاضات وهبات جماهيرية، أسقطت دكتاتوريات وهزت ما تبقى منها.

ولقد لعب الصحفيون الشرفاء دوراً فاعلاً في حركة التغيير العربي التي اجتاحت الوطن العربي من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.
ولقد كتب الصحفيون بدمائهم قبل مدادهم التاريخ الجديد، كما شكلت جراحات العشرات منهم أوسمة الحرية على صدورهم، فيما العديدون يقبعون في السجون يحلمون بالحرية، وآخرون في المنافي البعيدة يحلمون بالوطن.

وبقدر ما كان العام الماضي دموياً في حصيلته وقاسياً في مساره على الصحفيين وعلى الشعب، فإنه في ذات الوقت عام لملحمة الحرية والفجر الذي سطع على الوطن العربي بعد ظلام دامس ومزيد من القمع والإذلال والتهميش.

وكما هي دائماً فقد كانت البحرين وشعبها في مقدمة النضال من أجل الاصلاحات الديمقراطية وضمان الحريات والعدالة والكرامة التي انطلقت في 14 فبراير المجيد.

في مسيرة الحرية أبدع الصحفيون الشرفاء سواء البحرينيون أو من تدفقوا على جزيرة الحرية من العرب والأصدقاء، في ابراز الصورة الحقيقية لنضالات شعب البحرين السلمية وتضحياته الغالية وعزيمته التي لا تلين، و وحدته التي لا تنفصم.

مقابل ذلك فقد سخر العديدون أقلامهم وإمكانياتهم لتشويه صورة هذه النضالات الشجاعة، وعمدوا إلى الشحن الطائفي والتحريض، والمشاركة في تلفيق الاتهامات والانتقام من كل الشرفاء وفي مقدمتهم الصحفيون.

لقد دفع الصحفيون البحرينيون بمختلف وسائطهم وتخصصاتهم بما في ذلك الصحافة الورقية والاليكترونية والمرئية والمسموعة والمتعددة الوسائط. ثمناً باهضاً لقاء مواقفهم النبيلة.

لقد استشهد على طريق الحرية كلاً من عبد الكريم فخراوي، وزكريا العشيري، وسجن العشرات وتمت محاكمة العديدين، وفصل أكثر من مائة صحفي من أعمالهم في هيئة الاذاعة والتلفزيون والصحف اليومية، وتغرب العشرات في المنافي، واستهدفت صحيفة الوسط المستقلة.

كما لم يسلم الصحفيون العرب والأجانب الذين كانوا يغطون حركة 14 فبراير، فقد تعرضوا للاعتداءات والتوقيف والاهانات والابعاد.

واليوم ورغم صدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة الدكتور شريف بسيوني، واستنتاجاتها القاطعة بالدور التحريضي للإعلام الرسمي والاعلام التابع، والانتهاكات بحق الصحفيين البحرينيين وتوجه الدولة للسيطرة على الإعلام ومن ثم حرية التعبير، فإنه لم يجر تصحيح الوضع، بل العكس، استمر في ذات النهج الخطير الذي يساهم في تفاقم الأزمة، وتمزيق وحدة الشعب، وسياسة الانتقام الجماعي.

لذا ليس غريباً أن تنحدر مكانة البحرين فيما يتعلق بحرية الصحافة وحرية التعبير، حسب المعايير الموضوعية التي تعتمدها منظمات عربية ودولية متخصصة، مثل صحفيون بلا حدود، وفريدوم هاوس ومركز حماية الصحفيين، ومؤسسة بيرلتزمان، وغيرهم.

إن الإصرار على انكار الوضع المتردي لحرية الصحافة والاعلام والتعبير ، وترداد كلمات التفاخر والتباهي لن تفيد.

إننا ومن موقع المسؤولية الوطنية نناشد المسؤولين بمواجهة هذا الواقع ومعالجته بجرأة وشجاعة، للخروج من هذا المأزق الذي نعيشه ويدفع فيه الشعب والدولة ثمناً باهضاً يزداد مع تقدم الزمن.

وفي هذه المناسبة نترحم على أرواح شهداء الكلمة الحرة ونواسي الضحايا وعائلاتهم، ونتضامن مع المعتقلين والمحكومين والمنفيين من الصحفيين الشرفاء.

كما نتوجه بالتحية إلى الصحفيين العرب والأصدقاء الشرفاء الذين عبروا بصدق عن قناعاتهم و موضوعيتهم، و دفعوا ثمناً لذلك.

وستبقى الكلمة الحرة كالشمس أسطع من أن تحجب.

الجمعية البحرينية للشفافية
البحرين 3/5/2012