كتبها: أنطونيو غوتيريش
ففي كل سنة، هناك تريليونات من الدولارات – ما يعادل أكثر من خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي – التي تدفع كرشاوى أو تسرق من خلال ممارسات فاسدة تقوض بشكل خطير سيادة القانون وتحرض على جرائم مثل الاتجار غير المشروع بالأشخاص والمخدرات والأسلحة.
والتهرب من دفع الضرائب وغسل الأموال وغير ذلك من التدفقات غير المشروعة كلها ممارسات تحوّل وجهة الموارد، التي تمسّ الحاجة إليها من أجل المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية؛ وهي أموال ضرورية للنهوض بأهداف التنمية المستدامة.
والناس على حق في أن يكونوا غاضبين. فالفساد يهدد رفاه مجتمعاتنا ومستقبل أطفالنا وصحة كوكبنا. ويجب أن يكافحه الجميع لمصلحة الجميع.
ومن الملهم أن نرى الشباب يطالبون، على غرار تعبئتهم من أجل إجراءات مناخية طموحة وعولمة عادلة، بكفالة المساءلة والعدالة كسبيل للتصدي للممارسات الفاسدة والقضاء عليها.
ويجب علينا أن نتحد لمكافحة الفساد من أجل وقف استنزاف الموارد من جراء التدفقات المالية غير المشروعة. وتتيح لنا اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي صدقت عليها كل بلدان العالم تقريبا، الوسائل الكفيلة بتعزيز التزامنا بمعالجة هذه المسألة.
وفي وقت لاحق من هذا الشهر، ستجتمع الحكومات في أبو ظبي لاستعراض التقدم المحرز والإعداد لأول دورة استثنائية للجمعية العامة بشأن مكافحة الفساد، ستعقد في عام 2021. وإني أدعوها إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لجعل مكافحة الفساد أولوية قصوى.
في هذا اليوم الدولي، أحث الناس في جميع أنحاء العالم على مواصلة العمل على إيجاد حلول مبتكرة من أجل كسب المعركة ضد الفساد، وضمان أن تكون الموارد الثمينة في خدمة شعوب العالم.