أصدر القاضي ميغيل غالفيز مذكرة توقيف بحق الرئيس ((أوتو بيريس))، المتهم بتزعم شبكة واسعة تمتهن الفساد، عصفت بحكومته ودفعت البلاد الي الفوضى قبل أيام من انتخابات رئاسية.
وتأتي هذه الخطوة بعد ان جرد الكونغرس يوم الثلثاء الماضي بيريس من الحصانة من المحاكمة. وكان الجنرال المتقاعد البالغ من العمر 64 عاما قد انتخب على ووعود بمحاربة الجريمة والفساد.
وقال مكتب كبير ممثلي الادعاء في غواتيمالا في تغريدة على تويتر في وقت متأخر يوم أمس الأربعاء ( 2 سبتمبر / أيلول 2015) ان النائبة العامة تيلما ألدانا سعت لاستصدار أمر للقبض على بيريس.
وفي وقت سابق منع ممثلو الادعاء بيريس من مغادرة البلاد. لكن محاميه قال يوم الاربعاء -قبل ان يصدر امر القبض عليه- انه لن يهرب من البلاد.
وبمقتضى الدستور فان بيريس لا يمكنه الترشح لاعادة انتخابه ومن المفترض ان يبقى في منصبه لحين تولي الرئيس الجديد في يناير كانون الثاني. ونفى بيريس ارتكاب اي مخالفات وقال مرارا انه لن يستقيل بسبب فضيحة الفساد.
وكان قبلها أصدر البرلمان في غواتيمالا قرارا تاريخيا جرد بفعله رئيس الجمهورية أوتو بيريز من حصانته فاتحا الباب أمام محاكمته بتهمة الفساد. وعلى إثر ذلك، منع القضاء في غواتيمالا الثلاثاء الرئيس من مغادرة البلاد. وقالت النيابة العامة عبر موقع تويتر إن “النيابة العامة طلبت منع الرئيس أوتو بيريز مولينا من مغادرة البلاد وقد وافق القاضي ميغيل أنخيل غالفيز على ذلك”. وأتى قرار القاضي بعيد موافقة البرلمان بالإجماع على رفع الحصانة عن الرئيس المتهم بالفساد، وبالتالي تمهيد الطريق أمام محاكمته. وهي المرة الأولى في تاريخ غواتيمالا التي يفقد فيها رئيس البلاد الحماية القضائية التي يتمتع بها.
ووفق ما قالت الناطقة باسم النيابة العامة جوليا باريرا للصحافيين فإن القاضي ميغيل أنخيل غالفيز “أجاز إصدار مذكرة التوقيف”. وأوضحت باريرا أنه عند حضوره سيبدأ القاضي جلسة ستطلب خلالها النيابة وضعه في التوقيف المؤقت مما كان يفترض أن يؤدي إلى إقالته حكما ليتولى نائبه أليخاندرو مالدونادو الرئاسة.
تهم فساد
وبيريز (64 عاما) جنرال متقاعد يحكم البلاد منذ 2012. وهو متهم من قبل النيابة العامة ولجنة تابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإفلات من العقاب، بقيادة نظام فساد داخل جهاز الجمارك كان يسمح للموظفين بإعفاء بعض الواردات من الرسوم مقابل حصولهم على رشاوى.
وأكد القضاء أنه يملك تسجيلات لاتصالات هاتفية يسمع فيها الرئيس يتحدث إلى أعضاء الشبكة. وأكدت المدعية العامة تيلما ألدانا الأربعاء أنها واثقة من أن الرئيس سيدان. وقالت “هناك دعوى جزائية” ضد رئيس الدولة.
وعلى الرغم من الدعوات العديدة إلى استقالته، أكد الرئيس مرات عدة خلال الأسابيع الأخيرة أنه لن يغادر منصبه قبل انتهاء ولايته في 14 كانون الثاني/يناير 2016.
وتأتي الإجراءات ضد بيريز في أجواء من التعبئة الشعبية غير المسبوقة في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، وقبل أيام من انتخابات عامة الأحد لم يترشح بيريز فيها إذ أن الدستور لا يسمح بأكثر من ولاية رئاسية واحدة.
وتنظم تظاهرات سلمية كل أسبوع منذ كشف فضيحة الفساد في نيسان/أبريل الماضي.
ويطالب المتظاهرون أيضا بإرجاء الانتخابات على أمل إصلاح النظام السياسي بأكمله للقضاء على الفساد المستشري فيه.
روابط الخبر
http://www.france24.com/ar/20150903-غواتيمالا-فساد-رئيس-استقالة-قضاء-محاكمة