الاخوة والاخوات.
اشكر الجمعية البحرينية لحقوق الانسان والأخوة من لجنة المعايير على دعوتنا لهذه المناسبة.
يحتفل العالم هذا اليوم ٥ يونيو من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للبيئة واختار العالم هذا العام شعار الحفاظ على البيئة البرية. وبهذه المناسبة أتشرف نيابة عن الجمعية البحرينية للشفافية ان اعرض عليكم رأي الشفافية فيما يتعلق بأحد اسباب الازمة البيئية العالمية. وهو الفساد.
ركزت الامم المتحدة على أهمية البيئة النظيفة لسكان الارض لذلك عينت مقررا خاصا لهذا الامر ولكن الفساد يعلب دورا سلبيا في تحقيق بيئة نظيفة حيث يعتبر الفساد بشكل عام آفة وظاهرة مرفوضة في جميع المجتمعات بغض النظر فيما اذا كانت تتعلق بالبيئة أو بأمور الحياة الأخرى.
قبل كم يوم تكلمنا في ورشة اقامتها جمعية الشفافية بأهمية التزام الأشخاص المسئولين عن الجمعيات الأهلية بالقيم الأخلاقية والانسانية كأحد عناصر مكافحة الفساد سواء في الجمعيات الأهلية أو في المجتمع. وهذا ما ينطبق أيضاً على الجوانب البيئية بأعتبار ان الفساد البيئي في أغلب الأحيان ناتج عن ممارسات تتعلق بالفساد المالي والإداري مثل تأثر العديد من القرارات البيئية بالمحسوبية والواسطة وفي بعض الاحيان بالرشوة وضعف في القيم الأخلاقية والممارسات الإدارية غير الصحيحة. هناك تأثير مباشر لهذا الفساد في العديد من جوانب الحياة سواْ أكان يتعلق بالضرر التي يتعرض له الأنسان في حالة الفساد في المواد الغدائية على سبيل المثال (كما حصل في بعض المجتمعات حيث تم استيراد مواد غدائية منتهية الصلاحية مما تسبب في انتشار الأمراض ) أو الضرر الذي تتعرض له الجوانب الأخرى من الحياة مثل الثروة الحيوانية أو الثروة البحرية،،،، الخ. كما ان للفساد البيئي آثار سلبية على الحياة الإقتصادية والإجتماعية وله ضرر مباشر على استمرار مشاريع التنمية المستدامة، وبالتالي الحد من تطور المجتمعات والقضاء على الفقر والمساهمة في تدهور الصحة العامة والتعليم ،،، الخ.
ومن مظاهر الفساد البيئي في البحرين ما تقوم به بعض المصانع أو المشاريع الإقتصادية الكبرى من رمي للمخلفات الصناعية في البحر أو تلوث الهواء في بعض المناطق السكنية مثل سترة والمعامير والمناطق المحيطة بهما وغيرها من المناطق القريبة من المصانع والمشاريع مثل منطقة الحوض الجاف بسبب فضلات تنظيف السفن وصيانتها ومنطقة ألمنيوم البحرين ” البا “. هذه المصانع التي ترمي بآلاف الأطنان من الملوثات البيئية سنوياً سواء في الهواء أو البحار او على اليابسة من المخلفات الصناعية، يتطلب إعادة البحث عن مخارج حقيقية لحل المشاكل البيئية وآثارها المباشرة والمدمرة في بعض الأحيان على الأنسان وعلى الثروات البحرية والحيوانية والزراعية، يجب أن لا ننسى ما يتسبب به دفان البحر المستمر وأثره على الثروة والحياة البيئية البحرية والسمكية هذه المشاكل البيئية لابد من معالجتها بالشكل الصحيح لوقف الأضرار المركبة.
صحيح إن البحرين وقعت وصادقت واتخدت العديد من المبادرات الصحيحة والجيدة للحد من التدهور البيئي إلا ان هذا لازال غير كافي، إذا لم يقابلها اجراءات فعلية لمعالجة المشاكل البيئية، وألزام المصانع والمنشآت الصناعية من اتباع اجراءات متطورة للحد من التلوث الناتج عن عملياتها. كما إننا كأشخاص نحتاج الى تطوير ثقافة بيئية صحيحة يجب ان تتولاها الجهات المعنية بمشاركة الجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال.
شكراً لكم على حسن الاستماع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.