مداخلة بخصوص المنتدى الاجتماعي العالمي

تونس 24-28 مارس 2015

1)  مقدمة عامة عن المنتدى. 

  المنتدى الإجتماعي العالمي هو تفاعل بين الحركات الإجتماعية و المنظمات غير الحكومية و التجمعات المناهضة لليبرالية الجديدة ومحاولة هيمنة الرأسمالية على العالم والسبب في نشأة هذا التجمع العالمي من الحركات الإجتماعية والمدنية جاء كردة فعل على المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد بين أكبر الدول الرأسمالية ( مؤتمر دافوس – سويسرا ).

  عقد اللقاء الأول للمنتدى الاجتماعي في البرازيل بعام 2001 واستمر في البرازيل لمدة 3 سنوات ثم بدأ ينتقل بين الدول حيث عقد في الهند ودول افريقية مثل كينيا والسنغال وأخيراً عقد في تونس في السنتين الأخيريتين.

  يتميّز المنتدى الإجتماعي العالمي بالتعددية و التنوع الديني و غير الحزبي و غير الحكومي ويعمل المنتدى على تسهيل التفاعل و التشبيك فيما بين الجمعيات و الحركات الاجتماعية الملتزمة محليا و دوليا و منظمات المجتمع المدني من مختلف التخصصات ويتم عرض العديد من الفعاليات مثل الندوات والحفلات الموسيقية والندوات بمختلف تخصصاتها وبعدة لغات ويركز المنتدى على الحقوق الأقتصادية والاجتماعية.

 ساهم المنتدى الاجتماعي العالمي في تأسيس بعض المنتديات الدولية، منها المنتدى الاجتماعي الأوروبي، والمنتدى الاجتماعي الآسيوي، والمنتدى الاجتماعي المتوسطي.

  شارك في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي عقد هذا العام في تونس، حسب تصريح علاء طالبي احد اعضاء اللجنة التنظيمية حوالي 50 الف منهم حوالي 20 الف من خارج تونس.بينما كانت اللجنة تتوقع حضور حوالي 70 ألف من خارج وداخل تونس. ومن الواضح ان الهجوم الأرهابي على متحف برادو يوم 18 مارس أي قبل حوالي اسبوع من افتتاح المؤتمر نتج عنه الغاء العديد من المشاركين الأجانب المنتدى بسبب التخوف من تطور الأوضاع الأمنية، بل كانت هناك مطالب من بعض المشاركين بتأجيل المنتدى لكن قرار لجنة التسيير الدولية واللجنة التحضيرية التونسية هو التصميم على عقد المنتدى في الموعد المحدد، وابدت العديد من الجهات الدولية والعربية منها الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية للتنمية والراصد الاجتماعي العالمي ومنظمات دولية أخرى هو استمرار المشاركة في تحدٍ قوي للإرهاب، وهو ما تم فعلاً حيث تدفق الآلاف من خارج تونس وداخلها للمشاركة في المنتدى.

2)  مشاركة الجمعية البحرينية للشفافية ونشطاء آخرين في المنتدى

  تنفيداً لاستراتيجية وخطة الجمعية البحرينية للشفافية في توثيق علاقاتها مع منظمات المجمع المدني العربية والعالمية. والمشاركة في الفعاليات العالمية ذات العلاقة بنشاط الجمعية، وعلى امتداد شهرين تقريباً قادت الجمعية البحرينية للشفافية التحضير لمشاركة منظمات المجتمع المدني البحريني في المنتدى الاجتماعي العالمي و دعت إلى اجتماعات للجمعيات الأعضاء في الشبكة العربية للمنظمات العربية غير الحكومية للتنمية – البحرين وكذلك المنظمات الشبابية لكن الاستجابة كانت محدودة وفي النهاية تشكل الوفد من الجمعية وهم:

شرف الموسوي، عبد النبي العكري ود.جاسم حسين .

إضافة إلى الفنان محمد جواد وفنان الكراكاتير علي البزاز كذلك حضر كل من الأخ رضي الموسوي والأخ عبد الله جناحي اللذين كانا متواجدين في تونس خلال نفس الفترة.

قدمت الجمعية البحرينية للشفافية ندوتين هما حول:

1. الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البحرين وقد تحدث فيها د. جاسم حسين وأدارها شرف الموسوي.
2. الفساد في الأحزاب السياسية وتحدث فيها عبد النبي العكري وأدارها شرف الموسوي.

لقد تم عقد هاتين الندوتين في الوقت المحدد كما تم طلب حجز وقت لعرض فلم عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، لكن ذلك لم يتم نظراً لعدم توفر إمكانية عرض الأفلام بسبب عدم توفر الأماكن والأجهزة المطلوبة.

  كما شارك وفد الشفافية البحرينية في الندوات التي نظمتها الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية للتنمية والراصد الاجتماعي، حيث شارك شرف الموسوي بورقة حول تجربة البحرين والمعوقات التي يعانيها المجتمع المدني البحريني، في ندوة القوانين والبيئة المنظمة لعمل منظمات المجتمع المدني في البلدان العربية، كما تم استعراض مشاكل وتحديات المجتمع المدني في العراق والسودان وتونس.

  و شارك عبد النبي العكري في ندوة الفضاء المتاح لمنظمات المجتمع المدني في البلدان العربية، فيما شارك اعضاء الوفد كمستمعين في ندوة دور المؤسسات المالية الدولية في التنمية، كما شارك أعضاء الوفد في عدد من الندوات الأخرى.

وقد أجرى أعضاء الوفد بعض المقابلات التلفزيونية، ومع بعض الصحف العربية، وكذلك تم عقد عدة لقاءات مع ممثلي العديد من منظمات المجتمع المدني المشاركة في المنتدى ومنها لقاء مع ممثل لجنة تسيير المنتدى بيرنارد دي رينو.

  شارك أعضاء الوفد في مسيرة الأفتتاح وهم يحملون يافطة الوفد “تونس والبحرين نضال من اجل الحرية والكرامة” وتم رفع وتوزيع أعلام البحرين في المسيرة التضامنية مع تونس ضد الإرهاب حيث سارت المسيرة من دوار مسعود عبر شارع الاستقلال حتى متحف باردو حيث جرى الهجوم الارهابي الغادر على السياح وقتل 22 سائحاً ومرشداً والعديد من الجرحى. إننا نعتبر أن مشاركة الجمعية البحرينية للشفافية كانت ناجحة جداً رغم قلة العدد والعدة  وحققت الأغراض التي من اجلها تحملنا هذا العبئ.

 كما حفز ذلك المجتمع الدولي بالمشاركة في التظاهرة الختامية يوم الأحد 29 مارس 2015 وتقدمها الرئيس التونسي وعدد من زعماء الدول. أما المسيرة الأخرى فقد كانت بمناسبة يوم الأرض الفلسطينية حيث انطلقت المسيرة في عصر 28 مارس 2015 من ساحة البوعزيزي (الساعة) مروراً بشارع محمد الخامس حتى سفارة فلسطين في نهاية الشارع، واختتمت بمهرجان خطابي، وكانت مناسبة ايضا للتعبير عن تضامن المجتمع المدني العالمي مع فلسطين، ورغم الطقس البارد والممطر والمتقلب، فقد تحدى المشاركون ذلك وشاركوا بكثافة في المسيرات تحت المطر، وفي النشاطات في الهواء الطلق أيضاً.

لقد قدمت تونس حكومة وشعباً ومنظمات كل التسهيلات لإنجاح المنتدى، فكان رسم الاشتراك رمزياً، و وضعت جامعة تونس في منطقة “المنار” كل امكانياتها بتصرف المنتدى وتطوع الآلاف من الشباب والشابات التونسيين كمتطوعين للارشاد والمساعدة والترجمة. وكاحتياط أمني وضعت نقطة تفتيش في مدخل الجامعة كما تم توفير المواصلات العامة للمشاركين.

ويمكن القول أن المناخ الديمقراطي الذي تعيشه تونس كان من أهم أسباب نجاح المنتدى وتفاعل التونسيين والعرب والأصدقاء بكل حرية في التعبير عن آرائهم بكل احترام، وأجواء الفرح التي سادت المنتدى. كما قررت لجنة التسيير أن يتم عقد المنتدى القادم في مارس 2016 في مونتريال بكندا.

انتهى