كما هي عادة الشبكة العربية لديمقراطية الانتخابات فقد قام وفد من الشبكة مكون من 8 مراقبين بالمشاركة في ملاحظة الانتخابات الرئاسية قبل موعدها بسبب وفاة الرئيس التونسي القائد السبسي رحمه الله يرحمته، حيث اتخدت الهيئة المستقلة للانتخابات قرار عقد الانتخابات المسبقة لأوانها كما ينص على ذلك الدستور التونسي حيث يجب أن لا تتجاوز مدة انتخاب الرئيس الجديد ب مدة 90 يوماً بين وفاة الرئيس واستلام الرئيس الجديد، لذلك كان تاريخ 15 سبتمبر هو اليوم المناسب حسب تقديرات الهيئة لإجراء هذه الانتخابات.
وقد شارك رئيس الجمعية السيد شرف الموسوي ضمن فريق الشبكة مع الزملاء الأخرين، وقد انقسم الفريق يوم التصويت الى 3 فرق لزيارة مراكز الإقنراع ( بالإضافة الى الشركاء المحليين وهم مركز الكواكبي للدراسات الديمقراطية ومراقبون المتخصصة في مراقبة الانتخابات والاستفتاءات ).
قبل يوم التصويت، عقد فرق الملاحظين مجموعة من الاجتماعات مع بعض الجهات الرسمية مثل الهيئة المستقلة للانتخابات والهيئة المستقلة للسمعية والبصرية ولقاءات مع بعض مدراء الحملات الانتخابية وبعض اللقاءات مع بعض المواطنين العاديين. وبعض جهات الرقابة الدولية والمحلية لسبر الآراء المختلفة ولتكوين صورة عن الوضع والبيئة السائدة لإجراء الانتخابات.
ستعقد الشبكة مؤتمراً صحفيا لإطلاق تقرير ها عن نتائج ملاحظتها لهذه الانتخابات وسيكون متزامنا مع نتائج مراقبة الشبكة للانتخابات التشريعية التي ستعقد يوم 5 أكتوبر 2019.
يمكن التطرق لبعض الأمور الهامة كنتائج لهذه الانتخابات مثل عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية ونعتقد إن على الجهات الرسمية وعلى رأسها الحكومة التونسية دراسة وتحليل هذه الظاهرة وأسباب عزوف الشباب عن المشاركة في اختيار الرئيس القادم لتونس. كما يمكن ملاحظة انخفاض نسبة المشاركة بشكل عام من 63% الى 45% كما أعلنتها الهيئة المستقلة للانتخابات بالإضافة الى انخفاض مشاركة المرأة في الانتخابات.
واكبت الهيئة تطور نتائج المشاركة وأعلنت عنها بشكل متوالي خلال اليوم الانتخابي حتى الأعلان النهائي لنسبة المشاركة وهي 45.02% هذه المواكبة تعزز من شفافية النتائج وحرية تداول المعلومات.
مثلت النتائج التي تظهرها نتائج بعض استطلاعات الرأي لما بعد انتهاء مرحلة التصويت نتائج مفاجئة للمراقبين للوضع السياسي التونسي حيث تظهر النتائج فوز كل من المرشح استاذ القانون الدستوري قيس سعيد بالمركز الأول وفوز نبيل القروي ( موقوف قضائياً ) بالمركز الثاني هذه النتائج سمتها جريدة الشروق بالزلزال السياسي. سيذهب الاثنين في حالة اعتماد النتائج النهائية من الهيئة المستقلة لانتخابات للدور الثاني، ربما تقع هناك اشكالات قانونية في حالة فوز المرشح نبيل القروي بمنصب الرئاسة.
ما يجب أن نقر به هو التعدد السياسي والشفافية والحرية التي تمتعت بها العملية من بدايتها حتى الآن وكذلك وجود مراقبين محليين يتجاوز عددهم 5 آلاف مراقب من عدة منظمات حكومية ومراقبين وكان للهيئة المستقلة ( 1،550 مراقب ) والسماح بشكل كبير للمراقبين الأقليميين ( الشبكة العربية، جامعة الدول العربية، اتحاد البرلمانيين العربي، الشبكة الأفريقية) وكذلك وجود المراقبين الدوليين ( الاتحاد الأوربي، كارتر إن دي أي NDI ) جميع هذه الجهات الرقابية يبعث على الثقة والنزاهة في النتائج الرسمية المتوقع الإعلان عنها من قبل الهيئة.