ذكر الأمين العام للجمعية البحرينية للشفافية والناشط الحقوقي عبدالنبي العكري، أن مؤتمر الشفافية الدولية والمؤتمر العالمي لمكافحة الفساد، اللذين يقامان في العاصمة التايلندية (بانكوك)، يناقشان إنشاء محكمة دولية لمكافحة شتى أنواع الفساد في العالم.
وأكد العكري أهمية تأسيس تحالف دولي لمكافحة الفساد، وأن تكون هناك حركة شعبية وليست نخبوية فقط، من أجل العمل على مكافحة الفساد.
ويشارك العكري في المؤتمرين مع الأمين المالي للجمعية البحرينية للشفافية شرف الموسوي، إذ يعقد خلال الفترة ما بين 7 و13 نوفمبر،/ تشرين الثاني الجاري. وتعتبر الجمعية عضواً في منظمة الشفافية الدولية. كما يشارك في المؤتمر قرابة 1700 من الحقوقيين والناشطين من مختلف الدول العربية والعالمية، إلى جانب المنظمات الدولية المعنية بهذا الجانب.
هذا وأشار الأمين العام للجمعية البحرينية للشفافية، إلى أن هناك مقترحاً في المؤتمر بأن يعتبر الفساد جريمة في حق الإنسانية، ولابد من ملاحقة المتورطين في الفساد حتى وإن خرجوا من بلدانهم.
وقال العكري: «إن جريمة الفساد تعتبر عابرة للقارات، وقد يشارك الانتربول الدولي في القبض على المفسدين، إلا أن وجود محكمة دولية للتعامل مع قضايا الفساد، ضرورة حتمية، وخصوصاً إذا عجزت المحاكم المحلية في كل دولة، عن الحكم في أية قضية فساد».
واعتبر أن «قضية فساد ألبا، من القضايا الجديرة بالاهتمام، ومثال واقعي على الفساد، وصحيح أن المحكمة البحرينية حكمت فيها مؤخراً، إلا أننا نطالب بتحقيق قضائي مستقل في القضية، وخصوصاً أن الأموال المختلسة هي أموال الشعب، ومن حق النواب المطالبة بها».
وطرح العكري في المؤتمر عدة قضايا، من بينها «المشاريع العملاقة التي تتم في الدول العربية بالمشاركة بين بنوك التمويل الكبرى ومسئولين كبار ومحسوبين على العائلات الحاكمة في الدول العربية، إذ تقام هذه المشاريع بملايين الدنانير، على حساب المصلحة العامة للدولة».
وتطرق أيضاً إلى «قضية المال العام، والشعور السائد عن أفراد المجتمع، بأن هذا المال للحكومة فقط، وبالتالي تتم عمليات التخريب والتكسير، لإيمانهم بأن هذا المال ليس لهم». كما استعرض العكري «مقترح الشراكة بين منظمة الشفافية الدولية والمؤسسات الإعلامية الكبرى والمهمة وذات التأثير، من أجل التوعية بالفساد، وأهمية مكافحته». مؤكداً ضرورة «إدخال برامج مكافحة الفساد في المناهج الدراسية».
وبيّن أنهم طرحوا «مؤشر مدركات الفساد في المؤتمر، وقد لقي تراجع البحرين في المؤشر انتقاداً من مختلف الأعضاء المشاركين في المؤتمر».
ولفت الأمين للجمعية البحرينية للشفافية إلى أن «مكافحة الفساد تتطلب ثقافة وآلية جديدة في العالم، ولابد من وجود اتفاق دولي بين التجار ورجال الأعمال لهذا الغرض، فالشركات مصدر للفساد بعد الحكومات».
«الشفافية البحرينية» تؤكد أهمية التصدي لتحالفات البنوك الكبيرة
المنامة – الجمعية البحرينية للشفافية
شارك وفد جمعية الشفافية البحرينية -التي نالت العضوية الكاملة في منظمة الشفافية الدولية- والمكون من الرئيس عبدالنبي العكري والأمين المالي شرف الموسوي، في افتتاح المؤتمر السنوي للشفافية الدولية في العاصمة التايلاندية بانكوك والذي ستتبعه إقامة المؤتمر الدولي الرابع عشر لمكافحة الفساد. وقدم وفد البحرين مساهمات فعالة في مؤتمر منظمة الشفافية الدولية للشرق الأوسط وإفريقيا الذي عقد أمس الأول من أجل التحضير للمؤتمر الدولي الذي أقيم أمس (الإثنين) تتمثل في تحديد رؤيا واضحة لدور الشفافية في الشرق الأوسط لمكافحة الفساد في الصناعات الاستراتيجية لهذه الدول وفي إدارة الثروات الوطنية باعتبارها ثروات عامة للشعوب وليس للحكومات.
كما دفع الوفد بأهمية استخدام اللغة العربية في مخاطبات الشفافية الدولية كما عمل مع المنظمات العربية في تبني العديد من المبادرات من أجل مكافحة الفساد التي سيتم تداول تفصيلاتها لاحقاً.
وفي الاجتماع السنوي أمس ركز الوفد البحريني على قضية مهمة وهي تزاوج البنوك والشركات الاستثمارية الكبيرة والحكام في العديد من الدول ودور هذا التحالف في خلق بيئة مولدة للفساد. وقالت الجمعية في بيان صدر عنها أمس: إن أهمية مؤتمر الشفافية الدولية هذا العام تكمن في مناقشة واعتماد الاستراتيجية الدولية للشفافية للفترة حتى 2015. وقد تحدث في جلسة الافتتاح رئيسة منظمة الشفافية في تايلاند جوري فتيشيت فادكان.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 2986 – الثلثاء 09 نوفمبر 2010م الموافق 03 ذي الحجة 1431هـ