فاتحة: يُخطئ من يظنّ أنّ النقد مرادفة للحقد. إنّها مرادفة للحب، وبخاصّة إذا كان المحبوب هو الوطن.
(1)
حكاية الفساد معنا ليست كتاباً ولا مجلّدا، ليست مسلسلاً ولا فيلما! إنّها قصّة عُمر، وأسطورة كفاح، مازال الشّعب المطحون يناضل في معركتها، في الصفوف الأولى، حيث غاب القانون والحساب والعقاب!
(2)
أحسب أنّني أعرف لماذا نخسر فصول تلك المعركة، يوماً بعد يوم، جيلاً بعد جيل.
فساد الشبكة غير فساد الأفراد!
لو كان هناك سارق واحد لانتهى موضوعه منذ زمن. لكنّها ظلمات من السرقة، الإختلاس، وتبييض الأموال، بعضها فوق بعض، إذا جاءت إحداها غطّت على التي قبلها، حتى لا نكاد نراها؟!
9 تقارير لديوان الرقابة المالية والإدارية، فساد اللحوم، اختلاس وتبييض الأموال لوزير سابق، سرقة الأراضي في البرّ والبحر، تعطّل مشاريع حيويّة مثل جسر البحرين وقطر، ملايين الهدر في مشروع جسور مدينة عيسى ومستشفى الملك حمد، قضيّة ألبا – ألكوا، طيران الخليج، والقائمة تطول، حتى وصلت إلى بيت الشّعب، وفساد نائبين!!
جميعها فصول، في معركة ضخمة ضدّ الفساد، كان الوطن والمواطن يخسر فيها دائما، والسبب أنّ القانون غائب مع سبق الإصرار والترصّد.
صدق الله العظيم: «وبئر معطّلة وقصر مشيد»!!
(3)
من الكوميديا المضحكة:
سأله النّائب: كم مخزوننا النفطي يا سعادة الوزير؟!
ابتسم الوزير ابتسامة ماكرة، ثمّ أجاب: منذ سنة 1932 صرفنا مليار برميل من النفط تقريبا، والمتبقّي في مخزوننا، 5 مليارات برميل؟!!
خبر الصحيفة: الحكومة تقترح زيادة للمتقاعدين من 25 إلى 45 دينارا!!
خاتمة: وتستمر معركة صمود المواطن البحريني، على الرّغم من نتائج ذلك الصمود على صحّته، حيث ضحايا الأمراض في ازدياد، وحزب التذمّر من الوضع بات يستقبل المئات يوميا!
مع ذلك؛ تظلّ بسمة البحريني على وجهه، وتظلّ نفسه الطيّبة وحبّه للوطن ولقيادته ثابتة، ولكن الأحداث أثبتت، أنّه بات يعرف من يمثّل عليه يومياً على صفحات الصّحف؟
للتذكير: زيادة للمتقاعدين من 25 إلى 45 دينارا، «ياعيب الشوم»!!
آخر السّطر: انتهت المصارحة، وما انتهت أسطورة الصمود.
تاريخ النشر :٣ أبريل ٢٠١٣
رابط المقال
http://www.akhbar-alkhaleej.com/12794/article/17348.html